إن تاريخ الكويت الذي علينا سبر أغواره في هذا العمل ليس تاريخ ((السير الذاتية)) أو التاريخ الذي تتبناه و تكرسه مؤسساتنا الأكاديمية الرسمية،ولا ذلك التاريخ الذي يعتمد على سرد و تدوين و وصف و تفخيم وتقديس شخصيات و مؤسسات بعينها دون سواها، إن تاريخنا هو تلك اأحداث التي ((صمت))عنها المؤرخون الأوائل أو من سار على هديهم، تلك الأحداث التي قد تكشف بل و تضعنا أمام مدلولات و حقائق أخرى ظلت غائبة عن القراء ردحا من الزمن، لذلك فإن هذا العمل و على الرغم من أنه يناقش قضايا و مسائل تاريخيه بامتياز إلا إنه ليس عملا تاريخيا بالمعنىي النمطي و المدرسي، فهو لا يتجه للطلبة فقط ولا يتجه أيضا ((للمؤرخ النمطي))،فهذه الدراسة هي قراءة و مساهمة نقدية تطمح لأن تكون جديدة و مختلفة في ميدانها و تتجه في نفس الوقت لجمهور القراء و المثقفين العامة و الخاصة منهم، لذلك فنحن و إن كنا نناقش هنا أحداثا و شخصيات تاريخية إلا إننا سنتناولها بوصفها مادة تاريخية خصبة لهذه الدراسة النقدية أي سنتناولها لا من موقع المؤرخ الذي يكتفي بتدوين ووصف الحدث بل من موقع الناقد الذي ((سيغامر)) و يسائل و يجتهد في استخدام و توظيف منهج نقدي محدد و ذلك لفحص هذه المادة أو المعقولية التي تضفي على تلك الأحداث التاريخية رصانة علميه معينه، لذلك فإن مهمتنا في هذه الدراسة هي تتبع وتقصي مسار تطور تاريخ الكويت السياسي - الأقتصادي بوصفه فكرا ينمو و يتطور و من ثم دراسة طبيعة التحولات و المنعطفات في هذا المسار التاريخي أو لنقل مسار و منعطفات دفعته لأن يسير في هذا الاتجاه أو ذاك أو يتخذبالتلي هذا الشكل أو ذاك ، مرتكزين في هذه الدراسة على التحليل و المناقشة و من ثم محاولة التفسير و التأويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق