لم ينقطع عن زيارة قبرها مطلقا، وكثيرا ما تخيل أن أمه مدفونة بقربها، صارت المقابر جزءاً من تسكعه اليومي في شوارع وأزقة مكة، ساحات الحرم، التكية المصرية في اجياد حيث يحصل على رغيف ساخن مع بعض المرق، الغزة، الحجون، لينتهي بالمعلاة. يقف قريبا من قبة السيدة خديجة وابنها القاسم عليهما السلام يقرأ بعض الآيات القليلة التي يحفظ يعود أدراجه ليلقي السلام على قبر العجوز مريم وقبر أمه المتخيل مكررا تلاوة الآيات ومسكونا بطمأنينة مريحة، يغشاه النعاس في المقابر وكثيرا ما نام هناك مخالفا أوامر العسس والحراس الذين ينهرونه ما أن يروه في الصباح يغط في نومه العميق تحت شجرة السدر الكبيرة في ركن المقبرة من جهة الجبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق